Saturday, April 30, 2011

النصوص الواردة المتنوعة المحكمة على علو الله على خلقه، وكونه فوق عباده

النصوص الواردة المتنوعة المحكمة على علو الله على خلقه، وكونه فوق عباده، تقرب من عشرين نوعا:
  1. التصريح بالفوقية مقرونا بأداة "من" المعينة للفوقية بالذات، كقوله تعالى: { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ } (سورة النحل آية 50).
  2. ذكرها مجردة عن الأداة، كقوله تعالى: { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } (سورة الأنعام آية 18و 61) .
  3. التصريح بالعروج [إليه] نحو: { تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ } (سورة المعارج آية 4)، وقوله صلى الله عليه وسلم: « يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم »(متفق عليه، وهو قطعة من حديث لابي هريرة رضي الله عنه).
  4. التصريح بالصعود إليه. كقوله تعالى: { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ } (سورة فاطر آية 10).
  5. التصريح برفعه بعض المخلوقات إليه، كقوله تعالى: { بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ } (سورة النساء آية 158). وقوله: { إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } (سورة آل عمران آية 55).
  6. التصريح بالعلو المطلق، الدال على جميع مراتب العلو، ذاتا وقدرا وشرفا، كقوله تعالى: { وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } (سورة البقرة آية 255)، { وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } (سورة سبأ آية 23)، { إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } (سورة الشورى آية 51).
  7. التصريح بتنزيل الكتاب منه، كقوله تعالى: { تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } (سورة غافر آية 2)، { تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } (سورة الزمر آية 1)، { تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } (سورة فصلت آية 2)، { تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } ، (سورة فصلت آية 42)، { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ } (سورة النحل آية 102)، { حم }{ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ }{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ }{ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ }{ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } (سورة الدخان الآيات 1 - 5) .
  8. التصريح باختصاص بعض المخلوقات بأنها عنده، وأن بعضها أقرب إليه من بعض، كقوله: { إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ } (سورة الأعراف آية 206). { وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ } (سورة الأنبياء آية 19). ففرق بين "من له" عموما وبين "من عنده" من ملائكته وعبيده خصوصا، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب الذي كتبه الرب تعالى على نفسه: « أنه عنده فوق العرش » (متفق عليه).
  9. التصريح بأنه تعالى في السماء، وهذا عند المفسرين من أهل السنة على أحد وجهين: إما أن تكون "في" بمعنى "على"، وإما أن يراد بالسماء العلو، لا يختلفون في ذلك، ولا يجوز الحمل على غيره.
  10. التصريح بالاستواء مقرونا بأداة "على" مختص بالعرش، الذي هو أعلى المخلوقات، مصاحبا في الأكثر لأداة "ثم" الدالة على الترتيب والمهلة.
  11. التصريح برفع الأيدي إلى الله تعالى، كقوله صلى الله عليه وسلم: « إن الله يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا » (صحيح، أخرجه الحاكم وغيره). والقول بأن العلو قبلة الدعاء فقط - باطل بالضرورة والفطرة، وهذا يجده من نفسه كل داع. كما يأتي إن شاء الله تعالى.
  12. التصريح بنزوله كل ليلة إلى سماء الدنيا، والنزول المعقول عند جميع الأمم إنما يكون من علو إلى سفل.
  13. الإشارة إليه حسا إلى العلو، كما أشار إليه من هو أعلم بربه وبما يجب له ويمتنع عليه من جميع البشر، لما كان بالمجمع الأعظم الذي لم يجتمع لأحد مثله، في اليوم الأعظم، في المكان الأعظم، قال لهم: « أنتم مسئولون عني، فماذا أنتم قائلون؟ » قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، (صحيح، وهو قطعة من حديث جابر الطويل في حجة النبي صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم وأبو داود والدارمي وابن ماجه وغيرهم)، فرفع أصبعه الكريمة إلى السماء رافعا لها إلى من هو فوقها وفوق كل شيء، قائلا: « اللهم اشهد ». فكأنا نشاهد تلك الأصبع الكريمة وهي مرفوعة إلى الله، وذلك اللسان الكريم وهو يقول لمن رفع أصبعه إليه: اللهم اشهد، ونشهد أنه بلغ البلاغ المبين، وأدى رسالة ربه كما أمر، ونصح أمته غاية النصيحة، فلا يحتاج مع بيانه وتبليغه وكشفه وإيضاحه إلى تنطع المتنطعين، وحذلقة المتحذلقين! والحمد لله رب العالمين.
  14. التصريح بلفظ "الأين" كقول أعلم الخلق به، وأنصحهم لأمته، وأفصحهم بيانا عن المعنى الصحيح، بلفظ لا يوهم باطلا بوجه: "أين الله"، في غير موضع (صحيح، رواه مسلم وغيره عن معاوية بن الحكم السلمي).
  15. شهادته صلى الله عليه وسلم لمن قال إن ربه في السماء - بالإيمان.
  16. إخباره تعالى عن فرعون أنه رام الصعود إلى السماء، ليطلع إلى إله موسى فيكذبه فيما أخبره من أنه سبحانه فوق السماوات، فقال: { يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ }{ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا } (سورة غافر الآيتان 36 - 37). فمن نفى العلو من الجهمية فهو فرعوني ، ومن أثبته فهو موسوي محمدي.
  17. إخباره صلى الله عليه وسلم : أنه تردد بين موسى عليه السلام وبين ربه ليلة المعراج بسبب تخفيف الصلاة، فيصعد إلى ربه ثم يعود إلى موسى عدة مرار (متفق عليه).
  18. النصوص الدالة على رؤية أهل الجنة له تعالى، من الكتاب والسنة، وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يرونه كرؤية الشمس والقمر ليلة البدر ليس دونه سحاب، فلا يرونه إلا من فوقهم، «كما قال صلى الله عليه وسلم: بينا أهل الجنة في نعيمهم، إذ سطع لهم نور، فرفعوا رءوسهم، فإذا الجبار جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم، وقال: يا أهل الجنة، سلام عليكم، ثم قرأ قوله تعالى: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}( سورة يس آية 58)، ثم يتوارى عنهم، وتبقى رحمته وبركته عليهم في ديارهم» (ضعيف) . رواه الإمام أحمد في المسند وغيره، من حديث جابر رضي الله عنه.
ولا يتم إنكار الفوقية إلا بإنكار الرؤية. ولهذا طرد الجهمية الشقين، وصدق أهل السنة بالأمرين معا، وأقروا بهما، وصار من أثبت الرؤية ونفى العلو مذبذبا بين ذلك، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء! وهذه الأنواع من الأدلة لو بسطت أفرادها لبلغت نحو ألف دليل، فعلى المتأول أن يجيب عن ذلك كله! وهيهات له بجواب صحيح عن بعض ذلك!
(شرح العقيدة الطحاوية، للعلامة ابن أبي العز الحنفي، حققها وراجعها جماعة من العلماء وخرج أحاديثها محمد ناصر الدين الألباني، دار الفكر العربي، ص. 259-262)
أو انظر، (شرح الطحاوية في العقيدة السلفية، تحقيق أحمد محمد شاكر، في المكتبة الشاملة)


و من بعض كلام السلف في إثبات صفة العلو هو كلام الإمام أبي حنيفة النعمان فيما رواه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري في كتابه: الفاروق، بسنده إلى مطيع البلخي: أنه سأل أبا حنيفة عمن قال: لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض؟ فقال: قد كفر؛ لأن الله يقول: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (سورة طه، آية: 5) وعرشه فوق سبع سماوات، قلت: فإن قال: إنه على العرش، ولكن يقول: لا أدري العرش في السماء أم في الأرض؟ قال: هو كافر، لأنه أنكر أنه في السماء، فمن أنكر أنه في السماء فقد كفر. وزاد غيره: لأن الله في أعلى عليين، وهو يدعى من أعلى، لا من أسفل. انتهى.

(المرجع السابق، ص، 262-263)
أو انظر، (شرح الطحاوية في العقيدة السلفية، تحقيق أحمد محمد شاكر، في المكتبة الشاملة